الأربعاء، ١٦ يونيو ٢٠١٠

للمسلمين فقط !!!


تنتشر بين ربوع مصرنا الحبيبة الجمعيات الخيرية وهى عبارة عن مركز متكامل يشمل مشغل تريكو وملابس وحجرة تدريب كمبيوتر وحجرة لتحفيظ القرآن وحضانة أطفال وغيرها من الأنشطة....
ويوجد من بينها أيضا المستوصف وهو مستشفى صغير محدود الإمكانيات ..وفى المستوصف يكون الكشف بأجور رمزية كما إن العلاج يكون منخفض التكاليف أيضا ليساعد ذوى الدخول المحدودة.ومن هذه الجمعيات الخيرية ما هو إسلامي (يكون ملحق بمسجد ) ومنها ما هو مسيحي ويكون ملحق (بكنيسة)...
ومن مميزات هذه الجمعيات سواء كانت إسلامية أو مسيحية أنها تتعامل مع جميع المصريين دون تفرقة وبأسعار رمزية .ولقرب الجمعية الخيرية الإسلامية من منزلي وحيث أنني من عامة الشعب وعلى قد حالي فدائما اذهب للمستوصف الموجود بها للكشف لي ولعائلتي إذا أصابهم مرض عارض... ولا أرى أي غضاضة فى ذلك !!!
وهم أيضا عندما أذهب للكشف عندهم وبالرغم من أن اسمي وأسماء أولادي يوضح هويتنا القبطية إلا أنهم يعاملوننا باحترام وكان هذا الشعور متبادل ...
ولم أنسى أيضا منذ ما يقرب من عشر سنوات عندما كانت هذه الجمعية في بداية نشأتها وقد افتتحوا فيها قاعة للتدريب على الكمبيوتر وكان الكمبيوتر وقتها جديد على المنطقة..
قد استعانوا بي في صيانة الأجهزة وإنزال نظام التشغيل والأوفيس على الأجهزة بدون مقابل أتقاضاه وعن طيب خاطر مني ولمرات عديدة استمرت لسنوات.. حيث كان يوجد أصدقاء لي ممن يعملون في هذه الجمعية من أطباء ومدرسين وغيرهم.منذ أكثر من ثلاثة اشهر تقريبا ذهبت لهذا المستوصف القريب جدا من منزلي للكشف على أبنى الأكبر حيث كان يعانى من ارتفاع بدرجة الحرارة ولكني على غير العادة فوجئت بوجود لافتة على باب المستوصف مكتوب عليها بالخط العريض عبارة ..... "للمسلمين فقط" !!
وقفت أمام المستوصف مذهول وفي حيرة من أمري أتردد بين الدخول والرجوع فآثرت الرجوع خجلا وأنا مثقل بالهموم على ما آلت إليه الحياة من ناحية ومرض ابني من ناحية أخرى .المهم..... ذهبت لمستوصف إسلامي قريب بعض الشيء ولا أخفي عليكم وأنا أقترب منه بدأت أختلس النظرات بقراءة اللافتات في مداخل المستوصف وبين جدرانه خشية أن أجد العبارة المشئومة !!لكنى حمدت الله على أني لم أجدها في هذا المستوصف حيث كانت حالة ابني صعبة للغاية ....
وقد تمت عملية الكشف وكتابة روشتة العلاج على خير !!في الأيام التالية لهذا الموقف كنت أتعمد تغيير مساري لأمر إمام المستوصف الأول لعلى أجد جديد في اللافتة المكتوب عليها "للمسلمين فقط".... ولكن هيهات لم أجد أي تغيير!!استمر بي الحال فترة تقارب الشهر وبعدها يئست من التغيير واستقر بي الحال وأصبحت غير عابئ لا بالمستوصف ولا بهذه اللافتة.ولكن منذ أسبوعين وإثناء مروري أمام المستوصف بالصدفة وجدت نفسي انظر باتجاه اللافتة عن دون قصد إلا إنني فوجئت هذه المرة بأنني لم أجد اللافتة وعبارتها المخزية "للمسلمين فقط"......
فتوقفت للتأكد وأخذت ببصري أبحث عن أي لافتة لأقراها وكأني لص يبحث عن طريقة للسطو على المكان !!ومن خلال معارفي تأكد لي أن بعض أخوتنا المسلمين الطيبين في المنطقة تنكروا من هذه اللافتة عندما رأوها ورفضوها واشتكوا لإدارة المستوصف على ذلك مما أدى إلى رفعها من على مدخل المستوصف.وانتهت الأزمة وأصبح المستوصف للجميع كما كان قبلا ....
أما بالنسبة لي فسوف أتردد كثيرا من دخول هذا المستوصف مرة أخرى خشية أن أجد لافتة على باب حجرة الكشف تحمل عبارة : للمسلمين فقط !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق